إدارة السلوك الطلابي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج

١٦٫٨٠ US$

إعداد: المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.

سنة الإصدار: 2015م.


من المعلوم أن سلوكيات البشر تزداد تعقيدا مع تطور الحضارة الإنسانية. ففي ظل ثورة المعلومات والاتصال وما صاحبها من انفجار معرفي، وانفتاح ثقافي، وانتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة على استخدام التقنيات الحديثة، تغيرت ملامح الحياة الإنسانية، وبرزت على السطح مظاهر سلوكية غير مألوفة، وبخاصة بين الأجيال الشابة التي نشأت في خضم هذه التطورات السريعة. وهذا التحول الكبير على الصعيد الحضاري والثقافي يستدعي إعادة التفكير في الأساليب التقليدية التي نتبعها في التعامل مع السلوك الإنساني، سواء من حيث الدراسة والبحث، أو التقويم والتوجيه.

وتعد دراسة السلوك الإنساني ميدانا خصبا لكثير من الدراسات التي تنتمي إلى مجالات التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع والإدارة والإعلام وغيرها من المجالات. ومن بين هذه المجالات، تتحمل التربية - على وجه الخصوص - مسؤولية كبرى في تشكيل سلوكيات الأفراد وصياغتها وفق المعايير الاجتماعية المقبولة، ومواجهة الانحرافات السلوكية التي تتناقض مع أعراف المجتمع وتقاليده وقيمه. ولذلك عادة ما تتعرض الأنظمة التربوية للانتقاد على خلفية تفشي المظاهر السلوكية السلبية في المجتمع، وتراجع الالتزام بالآداب العامة، وضعف الاضطلاع بالمسؤوليات الاجتماعية. وتزداد الانتقادات شدة عندما تنتشر تلك السلوكيات السلبية في المؤسسات التربوية ذاتها، مما يعكس عجز التربية عن التعامل مع سلوكيات الأطفال والشباب، وفشلها في استيعاب طاقاتهم، وإخفاقها في بناء ذواتهم على نحو قويم.

ومن هنا كان اهتمام مكتب التربية العربي لدول الخليج ببحث قضية السوك الطلابي في مدارس التعليم العام بالدول الأعضاء. ويعكس هذا الاهتمام حالة القلق التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة لدى كثير من المعلمين وأولياء الأمور، والرأي العام عموما، حول انتشار بعض مظاهر السلوك السلبي لدى طلبة المدارس، وما يترتب عليه من آثار سلبية على النمو السليم لشخصيات هؤلاء الطلبة، وعلى قدرة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية. ولذلك، يهدف هذا

البرنامج، الذي قام بتنفيذه المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، إلى دراسة أسباب انتشار مظاهر السلوك السلبي، وقد تم في إطار هذا البرنامج إجراء تقييم شامل لتجارب الدول الأعضاء في مجال التعامل مع السلوكيات السلبية لطلبة التعليم العام، تشخيصا ووقاية وعلاجا. كما تم دراسة بعض النماذج العالمية الناجحة فيما يتعلق بمعالجة السلوك السلبي لدى طلبة المدارس، بهدف بحث إمكانية الإفادة منها في البيئات التعليمية للدول الأعضاء. إضافة إلى ذلك، تم إجراء دراسة ميدانية حول السلوكيات السلبية لدى الطلبة في الدول الأعضاء، بهدف تحديد معدلات انتشار هذه السلوكيات السلبية، وأنواعها، والأسباب التي تقف وراءها من وجهة نظر الهيئة التعليمية.

وبناء على نتائج الدراسة الميدانية، وانطلاقا من الدروس المستفادة من التجارب المحلية والعالمية، تم وضع برنامج علاجي وقائي للتعامل مع السلوكيات السلبية لدى طلبة التعليم العام بالدول الأعضاء، يتضمن مجموعة من الاستراتيجيات والإجراءات العملية للتعامل مع المشكلات السلوكية المختلفة لدى الطلبة. ولكي يحقق هذا البرنامج أهدافه المرجوة، تم إعداد حقيبة تدريبية لتدريب المرشدين النفسيين، والاختصاصيين الاجتماعيين، والمعلمين، على كيفية تطبيق البرنامج

العلاجي الوقائي في المدرسة.

ومن هنا تضم نواتج برنامج "إدارة السلوك الطلابي في مدارس التعليم العام في الدول الأعضاء" خمسة أجزاء: يلقي الجزء الأول الضوء على تجارب الدول الأعضاء المرتبطة بالسلوكيات الطلابية، ويقدم الجزء الثاني نماذج عالمية في معالجة السلوك السلبي لدى الطلبة، ويعرض الجزء الثالث نتائج الدراسة الميدانية التي تم إجراؤها حول السلوكيات السلبية لدى الطلبة في الدول الأعضاء، ويقدم الجزء الرابع البرنامج العلاجي الوقائي للتعامل مع السلوك السلبي لدى الطلبة، ويضم الجزء الخامس الحقيبة التدريبية التي تم إعدادها لتطبيق البرنامج العلاجي والوقائي في المدارس.

وختاما، نأمل أن يساعد هذا العمل، بأجزائه الخمسة، القائمين على الشأن التربوي بالدول الأعضاء في الوصول إلى فهم أعمق للسلوكيات السلبية لدى طلبة المدارس، وتعرف أسبابها، وسبل التعامل معها وفق الإجراءات والطرق العلمية المبتكرة والفعالة في هذا المجال. فغايتنا النهائية هي بناء جيل منضبط، يعرف حقوقه، ويلتزم بمسؤولياته، ويراعي قيم مجتمعه وأخلاقه الأصيلة، ويسهم بجد في بناء وطنه وتحقيق تقدمه وازدهاره.

  • ١٦٫٨٠ US$
إضافة للسلة

لا توجد أسئلة بعد

منتجات قد تعجبك